يللا اليوم - لبنان - في ظل تسارع التطورات على الساحة اللبنانية، ومع تزايد التوترات السياسية والأمنية، يواجه لبنان أخطر أزماته وسط غياب أي دور فعّال للسلطة الحاكمة. في حوار شامل مع الأستاذ بسام ضو، عضو المكتب السياسي في المجلس الوطني لثورة الأرز وعضو المركز الدولي للأبحاث السياسية والاقتصادية، يوضح ضو كيف تحوّلت الساحة اللبنانية إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية، حيث تتشابك المصالح الدولية مع التوترات الداخلية، مما يعمق الأزمة السياسية والأمنية.
يشير ضو إلى أن المشكلة الرئيسية تكمن في ممارسة العمل السياسي في لبنان، حيث تحكم السلطة الحالية بقرارات تعاكس الدستور والنظام الديمقراطي. يعتبر أن "السلطة" الحالية ليست سوى مجموعة من المستفيدين من الوضع الراهن، الذين جاؤوا إلى مواقعهم بطرق غير ديمقراطية، ويعانون من انعدام الرؤية والقدرة على التغيير.
ويرى ضو أن الأزمة اللبنانية اليوم هي نتيجة تداخل مصالح بعض السياسيين ورجال الدين، مع دعم خارجي، وخاصة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تُغذي الميليشيات بالسلاح والمال، مما يؤدي إلى تدمير الجنوب اللبناني وتعميق الأزمة. من هذا المنطلق، يدعو ضو إلى رفض أي تسوية تستند إلى إشراك الميليشيات في المؤسسات الرسمية كما حدث في تسعينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى أن الجيش اللبناني يمتلك القدرة والكفاءة لمواجهة أي تهديد إذا توافرت الإرادة السياسية.
فيما يتعلق بإيجاد حل للأزمة، يؤكد ضو أن التغيير لا يمكن أن يحدث عبر هذه السلطة الحالية، بل يدعو إلى تشكيل سلطة انتقالية تتمتع بتفويض زمني محدد، تعمل على ضبط الوضع الأمني، إقرار قانون انتخابي جديد، وإعادة تكوين السلطة السياسية في البلاد. ويختتم ضو حديثه بالتأكيد على أن اللبنانيين قرروا الإمساك بمقدراتهم، مشددًا على أن الشعب اللبناني لن يقبل بالعيش تحت وصاية خارجية أو سلطة قاصرة.
الصورة: getty-images-SlAZ45OZhRc-unsplash
Comments