البابا فرنسيس: عهد من الإصلاح والرحمة في قلب الكنيسة الكاثوليكية
- الفرد بارود
- قبل 4 دقائق
- 2 دقائق قراءة

يللا اليوم - الفاتيكان - في 13 آذار 2013، دوّى اسم خورخي ماريو برغوليو في ساحة القديس بطرس، ليُعلَن عن انتخابه البابا فرنسيس، كأول بابا من القارة الأميركية، وأول يسوعي يجلس على الكرسي الرسولي. منذ اللحظة الأولى، رسم البابا الجديد ملامح عهد مختلف، طبع الكنيسة الكاثوليكية بطابع البساطة، والانفتاح، والاقتراب من وجع الإنسان اليومي.
1. بابا الفقراء
منذ تولّيه، كرّس البابا فرنسيس حبريته للدفاع عن المهمّشين، فكان صوت الفقراء والمظلومين والمهاجرين. استبدل الموكب الفخم بسيارة بسيطة، ورفض الإقامة في القصر الرسولي مفضّلًا دار القديسة مارتا، تعبيرًا عن روح التواضع التي لطالما ميّزته.
2. إصلاحات داخل الفاتيكان
أطلق فرنسيس سلسلة من الإصلاحات الجذرية في الجهاز الإداري للكرسي الرسولي، أبرزها في البنك الفاتيكاني، حيث عزّز الشفافية المالية، وأنشأ لجانًا رقابية جديدة، كما أعاد هيكلة الكوريا الرومانية لتكون أكثر فاعلية وخدمة.
3. البيئة والعدالة الاجتماعية
في عام 2015، نشر الإرشاد الرسولي "كن مسبّحًا Laudato Si’"، الذي اعتُبر صرخة نبوية من أجل كوكب الأرض. دعا فيه البشرية إلى التوبة البيئية، وربط بين العدالة الاجتماعية والعدالة المناخية، مشددًا على أن المتضررين من تغيّر المناخ هم الفقراء أولاً.

4. موقفه من قضايا معاصرة
تميّز البابا فرنسيس بانفتاحه في مقاربة قضايا جدلية مثل المثلية، الطلاق، دور المرأة، والإجهاض، من دون أن يساوم على العقيدة. كان يقول دائمًا: "من أنا لأدين؟"، مفضّلًا الحوار والرحمة بدل الإدانة والعزل.
5. تعزيز الحوار بين الأديان
سعى فرنسيس إلى ترسيخ ثقافة اللقاء بين الأديان، فزار عدة بلدان ذات غالبية مسلمة، أبرزها الإمارات في 2019، حيث وقّع "وثيقة الأخوّة الإنسانية" مع شيخ الأزهر. كما التقى مرجعيات يهودية وبوذية، مشددًا على أن السلام يبدأ من الاحترام المتبادل.

6. زيارات رسولية تاريخية
قام البابا فرنسيس بعدد كبير من الزيارات الرعوية والرسولية إلى بلدان تعاني من النزاعات أو الفقر، مثل العراق، إفريقيا الوسطى، ميانمار، وهايتي، جالبًا رسالة الرجاء والسلام، ومؤكدًا أن الكنيسة لا تخشى الحدود.
7. البابا والمرأة
فتح البابا أبوابًا جديدة أمام النساء في الكنيسة، فعيّن لأول مرة سيدات في مناصب عليا داخل الفاتيكان، ودعا إلى نقاش أعمق حول دور المرأة في الحياة الكنسية واللاهوتية، وإن كان لم يتخذ قرارات ثورية في هذا المجال، إلا أن انفتاحه شكّل نقلة نوعية.
خاتمةامتدت حبريّة البابا فرنسيس لأكثر من عقد، كانت مليئة بالحضور الإنساني الصادق، والإصلاحات الهيكلية، والخطاب الذي يضع الإنسان في قلب الإيمان. إنها فترة أعادت للكنيسة صوتها الأخلاقي في عالم مليء بالضجيج، وجعلت من البابا فرنسيس رمزًا عالميًا للرحمة والبساطة.
الصورة: ashwin-vaswani-55k45BgfUF8-unsplash
コメント