عاد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الواجهة في لبنان بعد فترة انقطاع، ليأخذ دوراً محورياً في السياسة الداخلية، وبالأخص فيما يخص مسألة تجديد ولاية العماد جوزاف عون كقائد للجيش. جاء ذلك على خلفية عظة الأحد التي ألقاها الراعي، والتي شكلت نقطة تحول ضد محاولات رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ومشاركته مع رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية في إعاقة التمديد.
وفي سعيه للحفاظ على حياد موقفه، أوضح البطريرك للعماد عون خلال لقائهما الأخير تفاصيل موقفه بعيداً عن أي تشخيص، معرباً عن تقديره العميق لقيادة العماد عون ودوره في المؤسسة العسكرية. وأفادت "نداء الوطن" بأن البطريرك قدم إشادة بالجهود الأمنية التي يبذلها الجيش في جنوب البلاد، ومواجهة أزمة النازحين والحفاظ على الأمن الداخلي.
وشدد الراعي على دعمه الكامل لقائد الجيش وعلى رفضه القاطع لانتقال الفراغ إلى هذا المنصب، معلناً إصراره على استخدام جميع الأدوات القانونية لتحقيق تمديد ولايته ومواجهة أي مساومات تستهدف هذا الملف.
كما أشار البطريرك في خطابه إلى ضرورة عدم إسقاط قائد الجيش في وقت يعتبر من الأهمية بمكان لأمن لبنان واستقراره وعلاقاته الدولية، معتبراً أن موقع قيادة الجيش هو شأن يخص الموارنة على وجه الخصوص، وفي ظل غياب رئيس الجمهورية، تصبح بكركي هي السلطة المرجعية في هذا الأمر.
وتظل الأنظار متجهة الآن نحو رئيس مجلس النواب نبيه بري، وذلك للدور المتوقع منه في إقناع فرنجية للمشاركة في جلسة الحكومة الخاصة بالتمديد، وهو تمديد يرتبط أيضًا بالدعم القطري الهام للجيش الذي يشمل تقديم مساعدات مالية ومحروقات تصل قيمتها إلى 30 مليون دولار، بالإضافة إلى مساهمة شهرية لكل فرد من أفراد الجيش.
Comentários