top of page

خمسون عامًا من تقلبات الأسواق: تاريخ دقيق للأزمات ومدة تعافي الأسواق العالمية

  • صورة الكاتب: Nader Abou Maachar نادر أبو معشر
    Nader Abou Maachar نادر أبو معشر
  • قبل ٢٤ ساعة
  • 2 دقائق قراءة


يللا اليوم - اقتصاد - على مدى الخمسين عامًا الماضية، شهدت الأسواق المالية العالمية عدة تقلبات كبرى وأزمات اقتصادية بارزة تركت بصمات واضحة على الاقتصاد العالمي. البداية كانت مع أزمة النفط عام 1973، حين أوقفت الدول العربية النفط عن الدول الداعمة لإسرائيل في حرب تشرين، ما رفع أسعار النفط بنسبة تجاوزت 300% خلال أشهر قليلة، وأدى إلى ركود اقتصادي استمر لأكثر من سنتين، ولم تبدأ الأسواق بالتعافي بشكل ملحوظ إلا في نهاية عام 1975.

كل أزمة اقتصادية شهدها العالم كانت بدايةً جديدة وفرصة ذهبية لمن عرف كيف يستثمر بهدوء.


بعد فترة من الانتعاش في بداية الثمانينيات، جاء الانهيار الكبير يوم الإثنين الأسود في 19 تشرين الأول 1987، حيث هبط مؤشر داو جونز 22% خلال يوم واحد فقط. كان رد فعل البنك الاحتياطي الفيدرالي سريعًا، إذ قام بخفض أسعار الفائدة وضخ السيولة المالية، مما أدى إلى تعافي الأسواق واستعادتها الاستقرار في غضون أشهر قليلة.

مع دخول الألفية الثالثة، ظهرت فقاعة الإنترنت (Dot-com Bubble) في عام 2000 نتيجة المضاربة المبالغ بها في أسهم شركات التكنولوجيا. أدى انفجار الفقاعة إلى خسائر تجاوزت 5 تريليونات دولار عالميًا، واستغرق مؤشر ناسداك ما يقارب 15 عامًا، حتى عام 2015، ليستعيد كامل قيمته التي فقدها.



الأزمة المالية العالمية في عام 2008، الناتجة عن انهيار سوق العقارات في الولايات المتحدة، كانت الأشد منذ أزمة الكساد العظيم. فقد مؤشر داو جونز أكثر من 50% من قيمته، واستمرت تداعيات الأزمة لأكثر من عامين. استجاب الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي بتيسير نقدي غير مسبوق، وضخ سيولة هائلة، ما مكن الأسواق من بدء التعافي التدريجي بحلول منتصف عام 2009.

التاريخ يثبت دومًا أن الأسواق تتعافى أسرع مما يتوقعه معظم المستثمرين.


أزمة كورونا عام 2020 كانت فريدة من نوعها، حيث هبطت الأسواق بشكل حاد بنحو 34% خلال فترة وجيزة لم تتجاوز الشهرين، لكنها شهدت واحدًا من أسرع التعافي في التاريخ، إذ عادت المؤشرات الرئيسية إلى مستوياتها السابقة في غضون ثلاثة أشهر فقط بفضل تدخل الحكومات والبنوك المركزية العالمية بضخ تريليونات الدولارات.


أما الأزمة الحالية في نيسان 2025، فتأتي نتيجة لفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعيد انتخابه في تشرين الثاني 2024 وتسلم منصبه في كانون الثاني 2025، تعريفات جمركية جديدة واسعة النطاق، ما أدى إلى تقلبات واضحة في الأسواق خلال الأيام الأخيرة. لا تزال التداعيات قائمة وسط قلق من تأثيرات هذه القرارات على الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية، في انتظار استجابة الأسواق والتدخلات المتوقعة من المؤسسات المالية الدولية.



تثبت هذه الأحداث على مدى خمسين عامًا قدرة الأسواق على التجاوز والتعافي، وأهمية الاستثمار المنظم طويل الأجل مع التركيز على الاستراتيجية والانضباط في إدارة الأزمات واستغلال فرص الاستثمار التي تظهر في أوقات الاضطرابات.

الصورة: allison-saeng-Euicc33jzKk-unsplash




Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating

Subscribe to Our Newsletter

Thanks for submitting!

  • White Facebook Icon
  • https://www.youtube.com/c/YALLAToday

© 2012-2025 YALLA

Yalla est une marque déposée, protégée par les lois en vigueur

bottom of page