مع ذوبان الثلج... أعد الحياة إلى حديقتك واستقبل الصيف بنبض الطبيعة
- الفرد بارود
- قبل ٩ دقائق
- 2 دقائق قراءة

مقال خاص من "يللا اليوم – صوت الاغتراب اللبناني في كندا"
مع انحسار الثلوج وتبدّد برد الشتاء، تبدأ الأرض في التنفّس من جديد، وكأن الطبيعة تستعدّ لاستعادة نبضها. بالنسبة لكثير من اللبنانيين في كندا، الحديقة المنزلية ليست فقط مساحة خضراء، بل امتداد عاطفي لذاكرة ترابية تعود بنا إلى الجذور: إلى شجرة التوت خلف البيت، إلى نكهة الحبق قرب المطبخ، أو إلى جلسات القهوة في ظل شجرة ليمون.
التحضير لموسم الصيف لا يبدأ بزراعة الورود فقط، بل بإحياء العلاقة بين الإنسان وأرضه، حتى ولو في زاوية صغيرة من حديقة حضرية. إليك بعض الخطوات والنصائح العملية لتأهيل حديقتك بعد الشتاء، بروح لبنانية ولمسة كندية.
🔹 تنفّس الأرض يبدأ من التنظيفاجمع الأوراق الجافة، أزل الأغصان المكسورة، ونقِّ الزوايا من بقايا الشتاء. هذه الخطوة البسيطة تفتح المجال لعودة الضوء والهواء إلى التربة، وتكشف ما يحتاج إلى إعادة تأهيل.

🔹 راجع حالة التربة وامنحها ما تحتاجهبعد أشهر من التجمد، التربة تحتاج إلى تجديد. أضف إليها مزيجًا من الكمبوست أو السماد الطبيعي، وحرّكها بخفّة لتعيد إليها التهوئة والتوازن الغذائي، خصوصًا إن كنت تخطّط لزراعة الخضار أو الأعشاب.
🔹 ازرع ما يربطك بذاكرتكالحبق، النعناع، الزعتر، البندورة، وحتى البصل الأخضر، ليست فقط نباتات، بل علامات هوية. اختر ما يناسب مناخ منطقتك، واستثمر في نباتات معمّرة أو موسمية تجلب لك العطر والنكهة. كل غرسة قد تصبح لحظة حنين ناضجة تُقطف مع كل زيارة للحديقة.
🔹 نظام الري... مفتاح الاستمراريةالصيف في كندا قد يفاجئك بفترات جفاف، لذا راجع نظام الري. افحص الخراطيم أو أنظمة التنقيط، وخطّط لسقي منتظم، خصوصًا في الفترات الحرّة من النهار.
🔹 جمّل المساحات وابدأ بجلساتك الخارجيةرتّب المقاعد، نظّف المصابيح، أضف بعض اللمسات من الحصى أو الخشب. الحديقة ليست فقط للزراعة، بل أيضًا للراحة، والتأمل، ولمّ الشمل العائلي.
🔹 افتح المجال للطبيعة أن تزوركازرع بعض النباتات الجاذبة للفراشات والنحل، كالأقحوان أو اللافندر. هذه المخلوقات الصغيرة تجلب معها توازنًا بيئيًا وجمالًا بصريًا يزيد من سحر المكان.

لا شيء يُشبه لحظة الغروب في حديقة صغتها بيديك. رائحة تراب رطب بعد ريّ المساء، ووردة نبتت من بذرة زرعتها يومًا ما، كلّها تفاصيل صغيرة تعيدك إلى ذاتك. في الغربة، الحديقة المنزلية ليست ترفًا، بل مساحة للذاكرة والسكينة والانتماء.
ابدأ الآن... ودع الطبيعة تنمو بداخلك، لا فقط من حولك.

ولأصحاب الشرفات... الزراعة لا تحتاج إلى حديقة
حتى من يعيش في شقة يمكنه أن يصنع مساحة خضراء تُشبهه. شرفتك الصغيرة قد تتحوّل إلى واحة من الروائح والنكهات إذا أحسنت اختيار النباتات المناسبة. الحبق، النعناع، الزعتر، البقدونس، وحتى الفلفل الحار والبندورة الكرزية، تنمو بسهولة في أحواض أو أوعية زراعية على الشرفة، شرط أن تنال قسطًا من الشمس والاهتمام.
اختر أوعية ذات تصريف جيد، واستعمل تربة غنيّة خاصة للزراعة في الحاويات. ولا تنس أن تسقي باعتدال وأن تدوّر الأحواض حسب اتجاه الشمس. هذه الزاوية قد تصبح ركنًا يوميًا للراحة، للقهوة، أو لتأمل بيروت المختبئة في قلب مونتريال.
الفرد بارود
الصورة: sandie-clarke-q13Zq1Jufks-unsplash
Comments